الأربعاء، 7 يونيو 2023

البَهلولِية في الحقائق الأصلية

 

البَهْلُولِيَة اليهودية البلجيكية

طنجة : مصطفى منيغ

ما نَسيتُها أبداً ولن أنساها قَط ، علّمتني كيف أفرح أكنتُ في "البْهَالِيلْ" أو بروكسيل أو طرابلس أو مَسْقَط ، أطلعتني على معنى أن أظل واقفاً  أسعف عدوِّي مهما في فخِّ الفتك بي سَقط ، أيقظتني مِن غفلة الطموح الزائد حيثما ثقله بين أفكاري حَطَّ ، لأتصرف عكس الجوانب بل انتقِي الوَسَط  ، في أي محورٍ ساد الاختبار اختياراته كأنه مِن بُعدٍ زمنيٍّ بما يتضمنه احتاط ، إذ التغيير ملحمة نضالٍ حكيمها القويِّ بأي شيء خلال لحظة عُسْرٍ به نطَّ ، ماسحاً ما تجمَّعَ فوق أدمغة أشرار لفوا حوله من غبار بأعجبِ فُوَط ، يَسْرِي تِيار التقويم النبيل بين منسوجاتها باحثاً للتوقُّفِ (ولو المؤقت) عن أرْقَى وأجود مَحَط ، غير مُكْتَشَف للرُّقباء  والسبب الأنسب مَن اجتهدَ وابتكرَ ولتفرُّدِ ذاك الموضع يَبْقَى بالاختباء المُحكم هندسَ وخَطَّط ، عن طيب خاطر تعلُّقاً بالنجاح مهما عَيَّنَ المجال بلا تحيين للحيل ولا تمويه للعِلل ولا مساعدة أي مقعد مُعتَمَد لدى الآخذين الأمور باستعمال الشَّطط . لَقنَتْنِي أن الأهمَّ مَن استوجب إحرازه لا يُصاغ إلاّ بالصراحة ووضوح رؤية وهدف بريء من أي ضرر معدٍ للتهديد ليس إلاَّ إن انقلب المُراد لضدِّه بدلَ أن يكون لبّه (لِمَا غَلاَ ثمنه) قد اقتنع ولقبوله ما يتبع الاستفادة مِن مستفيد قد بَسَط  ، امرأة أنضجت حَواسِّي لأتقرب حيث أمارس ما هيأتني الطبيعة البشرية كغيري من المخلوقات بأمر الباري جل وعلا لأشارك طرفاً ثانيا وبالحلال استمرارية ريِّ مكمَنٍ خاصٍ بزراعة الحياة فوق أرض ممهدة بالغريزة لذاك فقط ، فمنحتني جزءاً فاض عن الحاجة مِن تذوُّق الجمال على طبيعته منبعثاً مِن داخل وجدان  أنثى عاشقة الشعور بالأمان رفقة أصدق إنسان يراعي الإخلاص ولا يفرط في القيم السمحة واعيا بروح المسؤولية وترتيبات العيش المزدوج المفرِّق بين خصوصيات العمل لضمان التأهيل المادي الرافع عن مد اليد و الانزواء لإفراغ الحنان والمودة والسلام بوضوح تام على الطرف اللطيف في الموضوع بغير تصنُّع أو ربح وقت لا يؤدي لأطيب العواقب مهما طال الأمد وتربَّصت للاستغلال العقيم  رغبة المصلحة الفردية الذاتية عن مرض افتك من الغرور كنهر لا يحصره شط .

... اللقاء الأول اعتراه غموض ما مرّ وقت قصير حتى تكشف ما حصل على إثره مباشرة أسرع تقرُّب إذ الثالثة بيننا معرفة مِن أيام الصّغر في مدينة القصر الكبير يهودية مغربية والدها تاجر معروف في حارة الملاح أو الديوان كما يطلق عليه أهالي تلك المدينة الرائعة الماضي الخائبة المستقبل قدمتني للبهلولية على مضض لاهتمامها بشخصي من زمان الحب الصغير ونحن نتجوَّل اليد في اليد يستقبلنا استحسان مَن رآنا على تلك الحالة من الانسجام ولو كان ببراءة الأطفال وجهل تام لما يفرِّق بين إنسان طيِّب ، وأخيه لكلّ منهما لأفعال وتصرفات الخير مستجيب ، لم تكن الصدفة وحدها مسؤولة عن تغيير مجرى مصير رجل وامرأة ضمَّتهما الغربة ، ووضعتهما الأقدار لإعطاء المثال الناصع لتعايش الأضداد تحت سقف واحد دون حدوث تصدع من أي نوع كان ، وتلك بيِّنة عالية الدلالة عن قدرة الحب الصادق التغلب على حيثيات مهما صعَّدت أو خفَّضت العواطف الفردية الجيّاَشة صوب تشبث النَّسب بالمُنتسِب إليه ولو كان الأخير لا يستحقّ مثل المجازفة أو التضحية بفقدان محبوب ، ليس الانتماء لخلفية جد مؤثرة في كيان إنسان ما يجعله منساقاً كفاقد البصر لمن يقوده حيث المألوف التعلق به واجب ، وطريق مهما اعوَجَّ المفروض أخذه حتى النهاية بحكم التربية على المشي فوقه والاستئناس كلما تقدَّم نحو الهدف المطلوب ، وصوله بنداء ضمير يجعل الوطن فوق كل اعتبار له الأسبقية لتلبية أوامره مهما كانت نائية عن الصواب غير مفعمة بأصدق النوايا أو أكثر نفعا لعامة الإنسانية في الحد الأقصى . إنها عقدة الإسرائيليين ، كلهم متيقِّنون بعدم أحقيتهم امتلاك ارض يعترفون سِراً فيما بينهم أنها فلسطينية ، ومع ذلك يقترفون الفواجع ويحركون قوافل الدمار لقرض وجودهم فوقها بالقوة ، مبتكرين من الأسباب التاريخية ما يكذبون به على أنفسهم ، متحمِّلين وزر معرفتهم الكذب على أنفسهم بلا مناص مما يحسونه كآدميين من لحم ودم  عن تجميد ضمائرهم لأجل غير مُسمَّى ، البهلولية تصرفت معي بما قد يؤكد حسب ذكائها أنني منفصل عن القضية ، فتجاهلت أحياناً التحدث فيما يُرَجِّح الخلاف ومَن يدي بعده يتم الانفصال ، لكنها أمام صمتي الغاضب تضطر أحيانا الدفاع عن موقفها وهي متيقنة أنها  خاسرة به حق الإدلاء برأي محترم يشد الانتباه ويراعي الإنصاف ويرضي الواقع بمطابقة الوقائع ، وما ينتج عنها من تصرفات لا تراعي حقوق الإنسان ولو في الأدنى ، كانت على معرفة بمواقفي المبدئية المتعلقة بتضامني المطلق مع الفلسطينيين ونضالهم الشجاع لتحرير أرضهم مهما تحملوا من صبر ومعاناة ، وما تقاسموه من حرمان وويلات  ،ما يتعرَّضون اليه على امتداد الوقت ليلا ونهارا ، بل مستعِدّ للذهاب حيث يجاهدون لاستشهد في الطليعة رفقة مَن استشهدوا من أبطال مغاوير ليس لتضحياتهم مثيل ، تؤرخ لحب الوطن ما يسمو به ويفتخر غدا وأعلام الاستقلال ترفرف على فلسطين بقدسها الشريف عاصمة ، مأواهم الجنة بمشيئة الرحمان .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

https://assafir-mm.blogspot.com/

 

 

البهلولية مغربية إسرائيلية

طنجة : مصطفى منيغ

للذكرَى سِحرٌ لن يقدرَ على مسحه أو استنساخه أمهر السَّحَرة ، ولو استعان بأعقد طلاسم تسخير الجن وكل تمائم المفعول اللاَّمعقول ما قدَّم في مثل الشأن أو أَخَّر ، التصقًت في تلاحمٍ لا يزيغ مهما تقدَّم الزمن بالذاكرة ، خزان لا حصر لحمولته تُحْسَبُ يوم الحساب لولوج أصحاب الحسنات الرابحة معها جنَّة الخلود أو انجرار ذوي كذوات السيئات فيها حيث القعر الجهنّمي المشتعل على الدوام بأسماء القوائم الخاسرة . قد يكون للذِّكري مقَرٌ سِري معروف بغير عنوان لذاكرة مسؤولة حالما يتمُّ إفتحاص ما مرَّ من حياة صاحبها على الأرض حينما يُغادر للآخرة ، سعيد بما أنجز لصالح نفسه أولاَ ولمن حَوْله ثانياَ ولعقيدته الأساس القاطنة فؤاده أو علي لسانه بنطق الحق ظاهرة ، ذات الأصول المقدَّسة الطيِّبة بشذى الإيمان بالغيب مُعَطَّرة ، أو شقيٌّ بما اقترفَ مِن معاصي ولشتى المؤامرات المتنوعة الأضرار دبَّر ، أو داخل مؤتمرات لحقائق وَهْمِيَّة زوَّر ، بتشارك وطيدٍ مع أبالسة جلسات مجون في كل ليلة حمراء للفجر مع الفجور سَهَر، حيث الراقصات بحيائهن الفارز عَرق الاختناق من تصرفات مُنكرة ، يخفين دموع الألم عن ظروف حوَّلتهن لبائعات هوى جَلباً لقوت مَن ينتظرهن في أكواخ الظلم بين حارات أقرب للمطارح شكلاً ومضموناً وما خفي يكون العن ممَّا ظَهَرَ في عديد بلادِ لا تحترم حقوق مواطنيها كأحقر ظاهِرة.

الذكرى لا شأن لها بغض الطرف متى الوقت بها ابتعد أو سد حيالها باب اللحظات المُسَخٍّر النسيان ولو لتأجيل ما يعقبها من ندم وحسرة ، هي للماضي - الحاضر سِجِلٌ لا يشيخ ولا يقبل تنحية أي جزء من شريطِ معاوَدَةِ الأحداث بتطابقٍ تامٍ كاملٍ كما حدث لا تنقصه حبة رمل التقطتها فيما التقطت  العين  ساعتها أدقَّ صورة .

... أحببتُ بلجيكا المملكة الأوربية الأقرب للمهاجرين الوافدين عليها (وكنت مِن الرواد الأوائل أحدهم) بنبل سماحتها ونظافة مساحتها واحتضانها الغرباء مهما كان جنسهم ومستوى تكوينهم وأصول عقيدتهم لتضرب المثل الحميد المحمود عن دولة بالفعل وليس بالقول فقط متطورة ، تجمع ومن إلحاق الفضلاء بما يناسبهم لا تشبع  عن ذكاء يرى الإنسان كومة أحاسيس المُعاشر إيَّاها بإحسان لعميد أسرة منتجة للخير كَوَّنَ لتضاف للبرَرَة ، قوانينها بارزة لحجمها الحضاري المحافظة على الموروث الثقافي الخاص المساهمة به في ابتكار ما إن رآه الغير أو سمع عنه أو شمَّ رائحته ألزَمَ نفسه باحترام عظمة بلجيكا شعباً ووطناً مفتخراً  بها بين الأمصار أكانَ مُقيماً بين أحضانها أو عنها يغادر جسداً ولا عضوا مسؤولا من أعضاء جسده تتقدمهم الذاكرة يكون قد غادر . ما أتيتُ إليها بحثا عن عمل إذ كنت أحد الموظفين في بلدي المغرب ولكن لأتعلم أن يكون الإنسان مجرَّد إنسان مجرّباً ملذات الحياة الشرعية بنظام وانتظام مواكباً الحاصلين على أُسلوب ابتكار الأجدر والأنفع والأسهل لمواجهة هدوء مفعم براحة الضمير قبل البال طاردا من أمامي كلّ حَيْرَة ، فاستقبلني  جوّها بما أحاط ويحيط به الترحاب ممهدا حيالي عناصر البقاء كما أريد لأفعل في نطاق القانون المحلي ما أختار ولي على تَحَمُّل مسؤولياته العزيمة والقدرة ، وكم كنت محظوظا حينما اصطدمت عيناي بعيني البهلولية خلال نقس الأثناء المؤسسة لاستقراري في هذه الديار الموقرة ، فخلتُ مستقبِلاً ابتسامتها الحلوة أن شمس  التغيير لاجتاز مرحلة الوحدة المملَّة الضاربة في الأعماق لترسيخ قنوط لا يُرى بل يُلمَسٌ ذهنياً كزعيم  لكل ضرر قد لاحت تبْقِي على الربيع الإنساني ما يعشق عشاقه من خُضْرة ، ومنذ اللحظة المشهودة وقشعريرة تجتاحني كلما غابت مؤدية ما برَّرت به الابتعاد عني أنه وفاء الارتباط بالعمل من أجل الحفاظ على بقاء وطن فيغلب عليّ الظن أنها في القضية على هذا المنوال قد تكون آمرة وليست كما تدعي مسلوبة حق المُعارِضة  مَن على نزع فتيل المزيد من الاقتتال مُصِرّة.

... أن تكون المرأة مغربية فهذا شيء جميل وانتساب تفتخر به إفتخار أرقَّ وأشرَق مَفخرَة ، فإن أضافت إسرائيل لما يغرِّف أصلها وفصلها فذاك أمر لدى فئة مُعيَّنَة أغرب مِن العجب والأهون على المُبتَعِدِ عنها مِن تَقَبُّلِ ما يُقال عنه مصطاد بأفتك صنارة ، لم أكن مضطرا لإرضاء القليل من الناس لا يرون إلاَّ مِن زاوية مربَّع التقصير في معرفة معنى الأخذ بمبدأ السّماح .. والتدبير القائم على الاندفاع كسجين بُشِّر بالسَّراح .. والاقتتال بغير تدريب على حمل السلاح .. وبلا فهمٍ لمن يُباشر حرِّيته عن قناعة وحسن نتائج أصعب اختبار للحصول على أنجع خِبرة، البهلولية لها قلب يخفق بما لها من حق أن تحبَّ مَن أحبّت بإخلاصٍ ووفاء كسائر البشر مهما اختلفت ألوان البشرة ، ليس صحيحا أن الحبَّ أعمَى بل تمعن (قصير طويل لا يهم) ليس بالمحدود الموقف كالبصر وإنما بالبصيرة ، العاقل في الموضوع لا تتحكَّم فيه النزوات المؤقتة ولا الطيش الصادر عن الرغبات المُشتَّتة بين اللذة المجانية والتخلِّي عن تبعات العواقب الزجرية وتغييب الاختلالات الصحية العديمة الرحمة بفتح السقم باب نهش السليم الممزوج للحظة ملعونة مع الملوّث الكثيف الخطورة .

إسرائيل غير مُغيَّبٍ عليها صفات الاعتداء على شعب فلسطيني شهدت الأرض بقاراتها الخمس أنها متمادية في ذلك بإيعاز قِوى كُبرى ، لها مصالح توسعية في منطقة الشرق الأوسط كغيرها من المناطق النائية الأخرى ، وبذلك تكون إسرائيل ذاتها تتمشَّى وفق تعليمات وكأنها آخر جارية مُستَعْمَرَة ، إذن مواجهتها لن تكون بالنِّضالات التقليدية وإنما بما ذهب إلية الذكاء المغربي وخاصة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني  وكله مُسانَدٌ من لدن التاريخ والمطَّلعين على أسرارٍ منها ما جعل القضية عن التمتُّع بحلٍ نهائي متأخرة . 

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

https://assafir-mm.blogspot.com

https://zagotanews.blogspot.com/

 

 

البهلولية والمضايقات العائلية

طنجة : مصطفى منيغ

لا تَحْسِبَنَّ صِنفاً من الإرادة  طَوعَ مَن لمُمارستها أرَاد ، تتمَنَّع أكثرَ الأوقات حتى تتأكد ، أن طالبها مِن جِدِّية إلحاحه  الالتِحاق بطوابيرها عبر العالم زَاد ، لتُلْقِي على صدره رُزْمَانَة من الشروط أخفّها متكيِّفة في جوهرها مع أقصر مَدى سَاد ، إن تمكَّن مِن ضبط أسلوبه في الحياة حلوها ومرّها على نسقٍ واحد حازم لا يتغيَّر له البداية والحَدّ ، ينتقل بينهما بعقلٍ مُدرك أن النفاق مُسيطر والحسد قائم بالمرصاد ، والشر على ناصية طريق ينتظر على الأقل أحد ، مِن الخارجين على الطبيعة بدهاء لا يرضاه موسى أو عيسى أو أحمد ، عليهم السلام وكامل التَّوقير أكثر من الطيبات المعدودات في دنيانا عَدَد . الإرادة لا تمنحها إدارة تُكتسَب من خلال أصدق إيمان أن الإنسان وُلِدَ لهدف تعمير البسيطة لاستمرار ما يتحرَّك فوقها في حاجة إلى انضباط بالحق حتى لا يهيمن القليل بالباطل على السواد و فيهم الأبيض والأصفر والأسود ، فهل للإسرائيليين إرادة لإبعاد الخَلْق جميعهم من شرور ما  بفلسطين يفعلون مرة لإشهار قوتهم مدَّعين أنها لا تُقهر ومرات مجرورين بطبع العِناد  ؟ ، التشكيك مُسجَّل على نطاق واسعٍ مُستثني بعض قيادات دول عربية مشرقية المساهمين بكيفية أو أخرى في إطالة أمد ما جرى ويجري خدمة لمصالحهم (دون شعوبهم) مع الحاكمة الكبرى وإن نأت عن المكان فثمَّة إسرائيل متورطة حتى النهاية تحت إمرتها بانبطاح مصيره حتى الآن غير مُحدّد. 

... للبهلولية إرادة أحبت بها شخصي المتواضع رغم الحرب المعلنة عليها بسببي من لدن جهاز يعتبر نفسه صاحب آخر كلمة في حقي إن قالها بلا نِقاش الأفضل أن تُنَفَّذ ، وإن أخفت البهلولية علىَّ الموضوع حتى لا أهاب أو أدهش من شأنه أو كأضعف الإيمان أرحل من مجموع بلجيكا لكنها اكتشفت في ذات الوقت أن لي من الإرادة ما يجعلني مهما كلفني الأمر أن أصمد و أتجلَّد .

مند البداية أقحمتُ نفسي بالمرور وسط نفقٍ الإفلات منه إنْ حَصَل َيفتح المسالك العادية الأخرى بأيسر مجهود يُبذل مهما كانت الرؤية السياسية  ليلاً أو نهارا و ما سَمَحَ به الشَّفق ليستعدَّ مَن يحاصره الظلام بما عساه استعَد ، ليست الحرية كما تخيلها العربي قبل مغادر الشريط الجغرافي الممتَد ، من المحيط إلى الخليج والمُوَزَّع على اثنين وعشرين فريقاً ولو وحدتهم اللغة وضمن خيرهم الدين الواحد ظلوا متشبثين بنزعة وعصبية الفُرْقَة لذا كل ضغط من لدنهم على إسرائيل في حينه يتجمَّد ، إذ لا وجود لرابط يحتِّم على قومَتِهم إن وقعت (كمعجزة) قادر بها أن يتمدد ، بل الحرية تصرف تربوي صرفت بلجيكا عليه نصف عمرها لتحقِّق سريان المفهوم للحرية ملازم للاحترام والتوقير ومحبة المساواة تحت مظلة عدالة ماسكة ميزان الإنصاف بكفتي الحقوق والواجبات في إحداها والقوانين المعمول بها في جميع المجالات في أخراها ليس بها ما يعني أن هناك الأعيان والأسياد ، فجاءت الحرية بالنظام والانتظام وإعطاء المسؤولية لمن يوفرها له جهده المعرفي العلمي واستعداده المطلق لخدمة الصالح العام وفق منظور جماعي السِّمات الرافض دواعي الهيمنة في المهد . الحرية قول "لا" عن اقتناع كاسب الضوء الأخضر من الحكيم الضمير المحلِّل الدقيق بآليات أوجدها الخالق المبدع لتكون الحصن الحصين لمن اعتبر الحياة في الفانية مجرد عبور للخالدة فعبَّر بصراحة الصراحة  مهما كان الموضوع وأجاد ، و"نَعَم" أيضا مقابل أخلاقيات صفاء شروط الاختبار البعيد عن مسك الثمن كخيانة للعهد ، المبرم بين الصلحاء القابلين النقاش قبل خوض أي معمعة أو السكون للراحة الكافية قصد التمعن في وسائل وإمكانات الاستعداد ، لمواجهة المُتَّخِذِ الطريق العمومي على هواه غير تارك نافعة إلا ولها هَدّ ، وللباقيات على فضاء أرحب هدَّد .

...كلما رغبت في احتساء كوب قهوة معدَّة على الطريقة الأمريكية الصرفة خارج بيتي قصدتُ المتجر الضَّخم المسمَّى آنذاك "شَرْمَا" المطلّ على الشارع الملكي القريب من مقر عملي كأحد المُلحقين بالمكتبة الفرنسية التابعة لوكالة توزيع الصحف الكائنة في زقاق "بِرْسِيل" ، وبينما أنا جالس اقترب منى رجل ، أنيق الملبس وسيم الطلعة يسبقه الإعجاب بنفسه لدرجة لا غبار عليها ، ليسألني إن كنت أعرفه ولم يستغرب إن أجبته بنعم وبكونه والد البهلولية الذي رأيت صورنه ضمن صور عائلية أخرى في حجرة نومها ، وقبل أن يستمر طلب مني أن اتبعه لأي مكان هادئ لمعالجة موضوع أزْيَدَ من خطير ، لبَّيتُ فحوى طلبه وفي ركن من نزل "الملكي" الفخم الذي اختاره ليبارزني على سجيته في نقاش حسبته عاديا ًعكس الذي اعتبره بالحاسم ، قال لي بفرنسية متقطِّعة وبأسلوب تتجلَّى معه العصبية الممزوجة بكبرياء مصطنع لا يتقن تجسيمه إلا في لحظات يريد فيها اهتمام الغير به :

- اعلم يا مصطفى منيغ أن حياتك منذ ارتباطك ولو المؤقت بابنتي أصبحت مهددة بتصفية جسدك في أي لحظة يتم تعيينها من جهة الأفضل أن تجهل مَن تكون ، أمَّا إن عرفتها إسْوَدَ العالم أمامك وضاقت بك الأرض أينما اتَّجهت حتى داخل المغرب ، فان كنت قادرا على التفكير الموضوعي الميَّال لمنح الموقف ما يستحق من عناية قصوى ، أن تترك ابنتي وعالمها الخاص الذي كَوَّنته بعرق جبينها واجتهادها الأسطوري في الحصول على أعلى الدرجات العلمية من أحسن كليات جامعات المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ، وأيضاً بذكائها الفارضة به وجودها في أوساط لو تخيلتها فقط ، لهربت بنفسك إلي جزيرة مَلْطَا لقضاء ما تبقَّى من عمرك لا يعرفك أحد حتى تبخُّر رائحتك من هذه الدنيا . أعتقد أنك استوعبت الرسالة التي حضرت بنفسي لأبلغك ما ترمي اليه من أوامر عليك بطاعتها على الفور وإلا لن تشرق على رأسك شمس الغد .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

https://assafir-mm.blogspot.com

https://zagotanews.blogspot.com

 

 

البَهلولِية في الحقائق الأصلية

طنجة : مصطفى منيغ

التهديد بالذبح من الوريد إلى الوريد ، شِيمة الخائفين من خطر جسيم عليهم وارد، إن انكشف أمرهم ضاع سرهم وانتهى وجودهم بالتأكيد . القضية ما كانت لتأخذ حجماً لا يقبل التراجع إلا بترك الطبيعي ينمو كالقديم من الجديد ، فلسطين أكبر من حشد أعدائها قتلة محبيها عبر دُنا الغرب لإخماد أنفاس العاملين على نصرتها بالروح والدم والجسد ولو ضُربوا غدراً بالنار و الحديد ، عظمتها في شعبها العظيم الوفي للقدس والمزدانة بنخوة الشرف العربي غير قابلة أصلا ولو بكل ما تتعرَّض إليه من تخطيطات التَّبديد ، للتخلِّي عن هؤلاء (ومن الجنسين) الذين برهنوا أنهم يحملون في صدورهم الإرادة الفلسطينية لغاية تحقيق الاستقلال التليد الوليد ، التهديد عنصر مضاف لكثير من التصرفات الظَّانين بها أصحابها أنها في كل مسار قد تفيد ، مجرد سلاح خشبي بين يدي الحالمين أنهم الأقوى وهم في الواقع عَبَدَة وَهْمٍ متى اصطدموا بما هو أشدّ من الشَّديد ، رجل لا يخشى دود القبور إن استشهد وتعلّقه بالدفاع عن فلسطين كمبدأ عنه لا يحيد .

... ليس والد البهلولية من تجرَّأ رافعا صوته بما نَدِم عليه بل تبعه الذين وقفوا حيارى بين تنفيذ الأوامر المعطاة إليهم مِن لدن خدام "تل أبيب" مِن مدنيين وبين اطِّلاعهم على سُلَّم الناهين وهم مِن العسكريين الذين لا تُرَدّ لهم كلمة ولا ينفع لصدِّهم وَعِيد ، البهلولية لم تكن معي سوى أنثَى ضمَّها صدري في أُلْفَةٍ مشروعةٍ وحنان لا يقبل أي مِحرار يقيس درجة صِدْقِهِ لأنه الصِّدق المزدوج بدفء موهوبٍ بقدرة القادر لمن تصرَّف بعيداً عن أي نزوة وراءها كبوة صادرة عن موقف يعقبه فعل غير سديد ، امرأة مغربية إسرائيلية يهودية ثارت بحبها لرجل معربي مسلم مقيم في المملكة البلجيكية  على جهاز أمن دولة فارضة حقَّها في العيش مع مَن تريد ، إن كانت تلك الدولة كما تدِّعي ديمقراطية الاختيار لمن ارتبط بها جنسية له الأسبقية للتمتع بما يُحْرَم على غيره ولو كان أمريكياً لا يحتاج لمقره هناك أي تمديد ، دون احتساب الدين العبري فذاك شأن لا زال الجدال قائما في شأنه تَرْأَس تسييره علمانية لا ارتباط لها إلاَّ بتطبيق ما تضمنته وثائق البرتوكول السري / العلني المؤسِّس لما يتطلَّب الهدوء الاجتماعي الداخلي لمواجهة الاستحواذ المباشر حيث يُباشَر مِن عقود كمقدمة لإسرائيل الكبرى  كحلم أقربه أبعد مِن بعيد ، امرأة حملت استقالتها لقلْبِ مَن يحكم لدى الصهاينة متضمنة الأسباب المصبوغة بلون الأدلة بإطالات مملَّة خلاصتها تدشين مرحلة التفكُّك الإسرائيلي مِن داخل الداخل بغضب حرمان الأركان الأساسية من رغبات تحملت مسؤوليات تبعياتها ولم تُؤخذ (لغرض واهي) بعين الاعتبار بل ظلَّت مُتأرجِحة بين التأجيل والتوافق على أفكار بها إسرائيل لفكِّ مثل الحواجز الإنسانية لصالحها تعيد ، ليتم الحسم بتوزيع الحقوق على الجميع بكيفية منصفة دون ما يقع بين الفينة والأخرى من إجراءات ارتجالية مؤسفة تؤلِم الكَبِد ، امرأة مهما عبّرتُ لن أفي لجمالها بما يشعّه من سعادة نفسية تجعل الكآبة وفد انقرضت من قاموس تعاريف الحالات الحسية لأحزان البشر ، بل وركّز نفس الحُسن على المحتضن إياه ليكون المُبارك الأكثر قناعة أنه أخذ من الزمرُّد كبرياء ثرائه ومن الجوهر لمعان بريقه ومن الذهب المٌصفَّى اصفرار كنز بين الكمّ والكيف مُخَزَّن في عشِّ اللقاء الأخصَّ من الخصوصي مَن بتيار نشوة الحب الحلال مُزوَّد .

... عادت من إسرائيل مغتبطة بما حققته  من فوز ساحق لارتباطنا معا دون تنغيص من أحد ، أكان من الجهاز ذاته أم المتطفلين الذين وُجِدوا لإفساد كل صرح جميل مشيّد على أساس جليل قوامه التعايش بالكثير بعد القليل بين أبناء وبنات آدم عليه السلام دون الالتفات لسياسات تكرِّس فوق أي أرض المعادلة غير العادلة تُوزِّع الناس على هواها هؤلاء سادة وهؤلاء عبيد ، عادت لتصارحني عن طيب خاطر باستعدادها الفوري لاعتناق العقيدة السمحة إن كان الأمر يُغَطِّي احتياجي في إرضاء ما تنصّ عليه شريعتى من شروط الارتباط الأسري بين المسلم وغير المسلمة على وجه التحديد .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

الخميس، 16 يونيو 2022

المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب

 

المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب

سبتة : مصطفى مُنِيغْ

أحسن ما في المغرب المغاربة الشرفاء ، وأحسن ما في هؤلاء المغاربة صبر الحكماء ، لحدِّ احتمال الشدَّة على أمل حلول انفراج الرخاء ، إذ منذ استقلال البلاد وأغلبية العباد من أفقر الفقراء بسبب مثل الصبر في الضراء ، المتكرِّر عن قيمة موروثة مرحلة بعد أخرى إلى أن انحصر مثل السخاء ، فيمن استوطن اليأس دواويرهم المُهمَّشَة وحقوقهم المُهَشَّمَة وأوراق تعارفهم الهشَّة الدالة فقط عن مقامهم تحت نفس العلياء. وهل أحسن ممَّا ذُكِر غير إضافة كل أشكال عدم الحياء ، المميِّز في السياسات المُتَّبعة من عقود تصرفات حكامٍ أدخلوا ما عداهم فضاء الغباء ، المتواصل كالدائرة المتدحرجة بهم مهما كان المستقبل محمَّل بأضعاف النقط السوداء ، الجاعل عِلَّة الخصاص من ظواهر وأسس البقاء ، على نفس المستوى مهما تجدَّد الإجراء ، المبتكر لإيهام العامة أن القادم  باسط ايجابيات النماء ، والواقع بعد فترة يعيد الواعين لأطول إغماء ، يوصل حاضرهم بما مضى على سواهم من ملايين الأشقياء ، الذين تجرعوا الوعود من خمسين سنة معززة بعشرين أخريات حَصَّنَها الظلم الاجتماعي على يد قلة من الأثرياء الأقوياء .

الأحسن ما في المغرب الأرض الخصبة المعطاء ، وأحسن هذه الأرض بحوزة المحظوظين المختارين كزعماء ، مهامهم تقضى تمتّعهم دون بقية الخلق بأمثل رخاء ، اشتغلوا أو ارتاحوا للأمر والنهي  المهم مقامهم يكفي لإسكات المنادين في الأرياف والحواضر بالتوزيع العادل للثروة الوطنية  المدبرة كالعادة في الخفاء .

الأحسن ما في المغرب الحكومة الحالية  المدافعة الوفية على مصالح غير المحتاجين لأي شيء أو حتى لأي أحد يدافع عنهم ما داموا أصحاب القدرة على دفع الملايين لتقبُّل أي شيء بصمت النكساء .  حكومة تحكم عن غير هواها وإنما عن أي هواء ، يهب من ناحية مفقودة فيها المشاركة في الكلام هي نَعَم وحاضر والسلام ومباشرة للتنفيذ بعد تقديم فروض الطاعة في إتقان عملية الانحناء ، الزيادة في الأسعار بدل الزيادة في ضرب المتظاهرين والتنكيل بالأطفال والمسنين والنساء ،  حتى المحروقات ملايير مبيعاتها تدخل لجيبي رئيس الحكومة وليس للغرباء ، أليس في هذا محافظة على الأموال لتظل بين يدي المغاربة خدام هذه الدولة الشريفة من الفضلاء ، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي القدير الحي القيوم ذي الجلال والإكرام يسبِّح بحمده مَن في الأرض والسماء .

 الأسوأ ما في المغرب الاندماج في صمت المُبعَدين عن مزاولة حقوقهم كبشر مهما كانت الظروف سانحة بقوة القوانين المعمول بها وليس منة من أحد أو أغلى عطاء ، الأسوأ في تركيب معادلة مؤسسات الديمقراطية معطلة داخلها والتباهي أمام الخارج أن البلد آمِنٌ والسِّلم الاجتماعي قاعدة وليس باستثناء ، الأسوأ ما تشهد به الحقيقة عن انعدام المساواة وإزهاق الحق والتمادي في تدبير الشأن العام ونشر ثقافة الإقصاء ، الأسوأ أن الفلاحة لم تعد فلاحة إلا وجماعة محتكرة منافعها بما يؤكد أن الاستغلال حاصل في الميدان وخارج تلك الجماعة ليصرخ مَن يشاء ، فلا أحد سينصفه لكن مهما طال الزمن سيعود المغرب لأصحابه  المخلصين لأصلهم ولمن سبقوهم من أجيال المعارك الكبرى (كوادي المخازن) أوفياء .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

الأربعاء، 1 يونيو 2022

روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثالث

 

       روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثالث

سبتة : مصطفى منيغ

تاريخ أوكرانيا في جل مراحله مدونّ بالدم ، صراعات وانقسامات وعدم استقرار على الدوام ، مَعَ وَفِي نَفْسِ الوَقْتِ ضِدَّ بخلاف باقي الأمم ، عقلية تحبذ اقتحام المجهول وإن خسرت ما استهدفت لا يقتحمها النَّدم ، كَأنَّ الحاضِرَ لديها يعقبه عَدَم ، فالأحسن عيشه وإن تطلَّبَ الأمر عَبْرَ غدِه فُقدان السَّلام ، وهكذا مرَّت عصور على مَجمع بشري في تشابه لآلاف الأيام  ، وصولاً لاختلاط شبه متحضِّر مع أصول سوفيتية مُتجدِّرة وَحَّدَ بينها فكر مُقتبَس من الغرب أساسه بناء دولة تتغلَّب على صعوبة الطَّقس وجبروت أشرس نظام ، وكلما اتَّسعت أفاق تلك المنطقة حتى عُرفت بالاتحاد السوفييتي بزعامة موسكو اعتراها الوهن من جديد بإرادة سياسية منبعثة من نفس العاصمة ذي الأثر المُعمَّم ، لتتقلَّص جغرافية النفوذ ويذوب بين بعض شعوبها التفاهم قبل أن يُعدم ، لتعرف تطاحنا شغل العالم لفترة انتهت بوضع حدودٍ جديدة ظلَّ ما بداخلها من دول يغلي الاستعداد لاسترجاع ما ضيعه الحقد والكراهية وسوء التدبير لمستقبل يؤخر أي عدوان منظَّم ، لتوقيتٍ ساهمت في وضعه "أوكرانيا" عسى روسيا وقوة روسيا تتحطَّم ، ولم تكن وحدها صاحبة هذا الاتجاه بل ساهمت في إشعال فتيلة تفجيره المباشر الولايات المتحدة الأمريكية  وغير هذه الحقيقة يبقى مجرَّد كلام . الأخيرة استلهمت الفاعل لإعادة ضبط هيبتها وإبلاغ رسالتها للجميع بكونها ووحدها سيدة العالم ، وسيتأتى لها ذلك على مراحل أهمها ما سيحدث لروسيا وهي تخسر ما يزيد اقتصادها تفاقما واستثماراتها انحدارا وواردات محروقاتها نكسة غير مسبوقة بالكمال والتمام ، فهل قارب ذلك ما تطمح إليه أم العكس حاصل لما تتمتَّع به روسيا من قدرات لم تخترق المخابرات الأمريكية حتى الآن أي معلومات دقيقة تساهم في وضع خريطة تقرِّب واقع تلك الإمكانات وما تتضمنه من أحجام ، فبالرغم من سلسلة القرارات المتَّخَذة من البيت الأبيض وتُفْرَض مضامينها على  الاتحاد الأوربي وباقي الحلفاء المعروفين اتجاه بسط عقوبات جسيمة تهدف لتضييق أشد خناق على روسيا سبيل تراجعها وانسحابها من حربٍ أخطأت بشنها على أوكرانيا وهي تعلم، أن الأخيرة تحت رعاية وحضانة الغرب وفي المقدمة أمريكا ذي  النفوذ العالمي الأعظم ، وتُواصِلُ تحركها المكثَّف لضمان وجود جدارٍ من التأييد الدولي الرفيع المستوى المُشَيِّد للعُزلة الروسية والإسراع بتوقيف عدوان "موسكو" على "كييف " كأهم الأهم ، مثال ذلك  ما قدمته الجمعية العامة لهيأة الأمم المتحدة في جلسة استثنائية كقرار يطالب روسيا بالتوقف الفوري من استخدام القوة ضد أوكرانيا ، وقد وافقت عليه من الدول العربية : جزر القمر ومملكة البحرين واليمن والصومال ولبنان وليبيا والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر ومصر وسلطنة عمان وتونس وموريتانيا ، في حين امتنعت عن التصويت كل من : السودان والعراق والجزائر .

... المملكة المغربية الدولة الوحيد عالميا المسجِّلة غيابها البارز عن تلاك الجلسة ، موقف شجاع قد يكلفها مستقبلا بعض المضايقات من قبل الطرفية ، لدى عليها الاستعداد من الآن لمواجهة مثل التحدي ، خاصة وقد أظهرت حيادا يفوق الحياد نفسه لاعتبارات الجل يعرفها ، لكن القليل سيبتكر بعض "الطروحات" الغرض منها أصبح مكشوفاً . مثل الإجراء المُتَّخذ من طرف المغرب كدولة ذات سيادة لا يعني أن مسؤولي حكومته غير متتبعين أولاً بأول ما يجري في أوكرانيا ، وإنما تظاهرهم بعدم منح أية أهمية للموضوع فذلك للتَّأكيد على حساسية ما قد يترتَّب إن كان الموقف غير المُتخذ ، على العموم المسألة في أول خطواتها على طريق  الحرب التي أرادتها روسيا أن تكون بطيئة للأسباب التالية : ( يتبع)

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء الثاني

 

روسيا بعد سوريا أوكرانيا الجزء الثاني

سبتة : مصطفى منيغ

التعصُّب شيمة الآخذين طريقاً يعرفون بدايتها ولا يريدون نهايتها إلا بالشكل الذي يُقرِّرون ، فتكون نتيجة مسيرتهم فوقها مخيبة على إثرها لفشلهم الفاشل يرجعون ، لأطلال تَعَصُّبِهم المُفرط  في اختيارهم الأعمَى غير مدروس بتُؤْدَةِ حِكمَةٍ وسط سلبيتها يتمرَّغون ، كأطفالٍ مُتَخَلَّى عنهم بين مطارح النَّكبات الاجتماعية يتباكون ، ولا مِن سامعٍ لحكاياتهم إذ أصوات الحرب دسَّت المعنيين في مخابئ الخوف أجساداً على لحظة نجاة (ولو قصيرة) يتزاحمون .

القادة الأوكرانيون في شقِّهم السياسي شربوا من عصبيَّة الاتكال على الغرب عموماً وهم لوضوح الرُّؤى فاقدون ، فمَن كان البارحة على منصَّة زَرْعِ حماسِ الإسراع بولوج المغامرة أضحى اليوم خبراً لمن تبعوه يرددون ، وما عساها تنفع بنادق في أيادي تحوَّل أصحابها لها يتسوَّلون ، من دول غربية تحاشت الدخول في المعمعة لتعقُّلها صراحة حيالهم وهم متخاذلون ، قد حسبوها معركة الاتحاد الأوربي وكندا وأمريكا وأستراليا فإذا بها أوكرانية ومَن تشرَّدُّوا أو قُتِلوا أو تطايرت أشلاؤهم فيها هم أوكرانيون .

... الحرب إن شبّت بين فريقين غير متعادلين الضعيف فيهما يتحمل مسؤولية ما قد يصيبه من أضرار تؤخره (كدولة وشعب) لبضع قرون ، لن يكتفي المنتصر بما دمَّر بل بمصِّ المنافع واستعباد الملايين البشرية مهما طالت السنون ، فلا حرية ولا حقوق  لمن جاع وما كان عليه من استقرار وعزة نفس ضيَّع مهما ابتدعَ في التكيُّف المفروض عليه ليعيش  من فنون .

روسيا لن تتوقَّف ستظل حريصة على جر مصائب لا حصر لها لتحقيق هدف تكسير كبرياء الولايات المتحدة الأمريكية وإعادتها (إن أمكن) لعصر الهنود الحمر كما زعماؤها يتوهَّمون ، لهذا ابتدأت برغبة تحييد أوربا والابتعاد ما أمكن لأي تحالف مع أمريكا يلحق الأذى بروسيا كما عساكرها يبرمجون ، وهذه الحرب القائمة بينها وأوكرانيا لا تمثل غير مدخل أوَّلي لانجاز خطة سهر "بوتين" على ضبطها بمهية فطاحلة المفكرين الاستراتيجيين المكونين العمود الفقري للمخابرات الروسية والخبراء المهتمون (على قلَّتهم عبر العالم) لذات الأمور المعقّدة عارفون .

الاتحاد الأوربي بقلبه النابض "المملكة البلجيكية" وما تمركز هناك من قوي تشريعية لها نفوذ الاتفاق على أخذ ما يخدم مصالح الدول المنضوية تحت الراية الزرقاء ذي الدائرة المرسومة بالنجوم لن تنساق لورطة أختار اللجوء لنتائجها المؤسفة الأوكرانيون ، مكتفية كحد أقصى بإرسال سلاح قد يؤخر صمود من ظلوا في "كييف" بالنصر يحلمون ، ليستسلموا أفواجا بعد أخرى لعساكر الروس قي جو رهيب يضفي على الوضعية صدق ابتعاد أوربا عن صراع أكبر ممن يتصور مِن دولها المتصورون ،  ولن تكون لقمة صائغة في أفواه متعطشة أصحابها لري عطش توسيع نفوذهم لخنق القيم النبيلة لبشرية تعشق العيش في سلام ولا ترضي بسيطرة من لمثل الحق المكتسب يهدِّمون ويخرِّبون ويسرقون ولترسيخ كل غاية دنيئة يحاربون .(يتبع)

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

روسيا بعد سوريا أوكرانيا

 

روسيا بعد سوريا أوكرانيا

سبتة : مصطفى منيغ

الحرب المُشتعلة الحارقة المدمِّرة بلا هوادة ، الفاقدة على إثرها "أوكرانيا" أجزاء مِن أراضي كانت ضمن دولتها المستقلة ذات سيادة ، قبل أن تضمَّها "روسيا" لنفوذها بقوة السلاح مكبَّلة مقيّدة ، حرب لن تتوقَّفَ بيُسرٍ وقد بلغت ويلاتها حداً لا يسمح بالتراجع مَنَحَ مجالاً سانحاً لتُجَّار مثل النكبات المصطنعة تشييد أسوأ قاعدة ، امتصاصها يطال الأخضر واليابس وكل المنافع الملوّنة بالجشع مهما المآسي المتروكة لتاريخ المنطقة مُمدَّدة ، تؤكد أن تجربة "سوريا" (بشار الأسد) لم تعد وصمة عار على جبين الإنسانية وحيدة ، وإن ساد فرق بين ما جرى انطلاقا من قرارات "دمشق" آنذاك ومثيلاتها في "كييف" منذ شهور فقط إلا أنهما على ارتكاب العديد من الجرائم و الحماقات مُوَحَّدة ، والقاسم المشترك بينهما "روسيا" المدفوعة للتدخُّل المُسلَّح اعتماداً على طلبات الغير وليس دفاعاً عن النفس كما تقتضي أسلمَ عادة . لا خير في نظام إن سعى في زجِّ الشعب ليكتوي بنار إن شبَّت لا تفرق بين هذا وذاك إلا بما تترك ما بُنِيَ على امتداد قرونٍ باجتهاد أجيال وقد تبدَّد ، ربما يعيش النظام لكن على أنقاضٍ تطالب القصاص ولو بما تبقَّى تحتها ممَّن لمتعة الحياة في سلام قد فقد، الحماس في غير موضعه مضيعة لحصانة العقل المَخلوق لدراسة نتائج الواقع الأبعَد ، لترك فجوة لمحاسن مضمونها متى احتاج لها عاد ، اتقاء شرورِ اندفاع حليف غرورٍ لضعاف النفوس يصطاد . أوكرانيا في شخص حكامها لم تقدِّر ما أقدمت عليه أدقّ التقدير عُدَّة وعَدَد ، بنت ما قد يعرق نقصها في مجالات قتالية حديثة (أصبحت خلال حروب الألفية الثالثة جد مفروضة) على أوربا المتحدة وانجلترا وأمريكا إن الحزم للصراع القتالي  بينها وروسيا حقيقة جَدّ ، جل الحسابات قامت على افتراضية سياسية كل مندفع متحمِّس عليها اعْتَمَد ، علماً أن الواقع بما يقع على الأرض مباشرة وليس بما يذهب إليه في مرحلة سابقة لظروف معينة رئيسا لقوة عظمى بغير ما وقع وَعد ، أوربا في اتحادها لم تكن متسرّعة لتشَتُّتِ مستويات مواقف دولها البارزة ومنها ألمانيا وفرنسا وايطاليا لحد ما كما لذلك الناتج بما حدث أكَّد ، لتُفاجأ أوكرانيا بحمل أوزار الحرب الضروس بذاتها كعنصر متى التفت وراءه لم يجد غيره أحَد ، مكتفية بتلقي السلاح في مواجهة مصير ظنت اقتسامه مع الغرب حينما انحازت إليه علانية دون التشكيك في ايجابية الرد ، طبعا الأمور كلما تقدم الزمن ازداد الوضوح يزاحم أحلام سياسيي عوالم تمكنت من السيطرة بواسطة انجازات الغير مهما لاحق هدا الغير من أضرار بلا حد ، أمريكا لن تحارب لأسباب توصلت أدمغتها المدبرة أنها إن دخلت لن تقدر على الخروج مهما حاولت لكثرة ما ستواجهه من خصوم شِداد ، لهم من القدرات ما يُعرَف أقل من نصفه أما المدفون كأسرار متروك لساعة الحزم لتوقيت مصبوغ لمآسيه بالسواد ، لقد أدركت انطلاقا ممَّا ذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية فخ مُحكم معد لبداية مرحلة الأقوياء الجدد لتدخل السيطرة القديمة في عمق سد ، يحكي ما تراكم داخله لأجيال قادمة عن أطول صراع شبَّ بين نور الإيمان وظلام الإلحاد .(يتبع)

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

الثلاثاء، 24 مايو 2022

تفسير لكلام أمير

تفسير لكلام أمير

سبتة : مصطفى منيغ

على لسان أميرها أبدت "قطر" استعدادها لعب دور الوساطة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ، بالرغم من عدم تأثيرها السياسي على المستوى الدولي وفقرها في المجال لواسع إمكانية ، باستثناء الأحوال المادية والمُغيَّبة أصلا عن المحتاجين لمنافعها الاستثمارية في مثل الظروف الآنية ، ما دامت "قطر" تتعامل في مثل الصدد مع الدول الأكبر منها بمراحل والغنية . للوساطة شروط ومنها عدم الانحياز لأي طرف مقصود بالعملية كمنطلق مُسًهِّل للحصول على ثقة متفانية ، تجعل من التفاوض بمثابة كفتي ميزان تتقابل وسطهما ضرورة الإقناع بمنطق الاقتناع سراً وعلانية ، فأين لدولة "قطر" هذا الوضع الحيادي وهي المُصرَّة منذ عهد على إتباع مسار التوجُّه الأمريكي المفروض على خدام البيت الأبيض الأوفياء مهما كانت الشؤون عسكرية أو مدنية .

... لولا الولايات المتحدة الأمريكية لما أدت "قطر" مهمتها على أكمل وجه خلال الانتقال لنهاية المسألة الأفغانية ، بوضع حد للتطاحن القتالي على طول وعرض منطقة غير عادية مما مسح من قاموس تلك الفتنة الشهيرة جل المظاهر العدوانية ، لذا كانت الوساطة بإيعاز وتخطيط وترتيب وتنفيذ كلي من طرف الاستخبارات الأمريكية السرية خلف الستار أو الحركة المباشرة الميدانية ، فإذا تحدث أمير "قطر" في مثل الموضوع ثانية أن لا يخفي الحقيقة خدمة لتاريخ " وساطاته" الظاهرية منها والباطنية .

...روسيا تحصي أولاً بأول تلك المساعدات الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية لفائدة أوكرانيا آخرها 40 مليار دولار تُصرف لتوفير أسلحة تساهم في خنق التقدم الروسي نحو بسط المزيد من النفوذ على الأراضي الأوكرانية ، فكيف تقبل بوساطة "قطر" الحليفة المتعدِّدة الاختصاصات لأمريكا هذه الأخيرة الراعية العظمى لكل التجاوزات الصهيونية .

من حق أمير "قطر" التحدُّث في ذاك المؤتمر المُخصَّص في مناقشة الأمور الاقتصادية العالمية وبلغة وإن كانت غير لغته لصالح مظاهر مؤقتة إعلانية ، لكن من واجبه معرفة أن الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج أدرك وبشكل قطعي مَنْ يخدم مصالحه العربية الحيوية ومَن يخدم حيِّزه الضيّق مستغِلاً مثل الانتساب لغايات أكبرها لأي اهتمام عربي غير معنية ، ومِن هذه المصالح العربية الصرفة العمل على تحرير فلسطين و"قطر" مؤهلة كانت لذلك بغير انتظار للتضحية الجسيمة المُقدَّمة من طرف إنسانة شريفة صاحبة مبادئ شيرين أبو عقلة المسيحية التي كتبت بدمها ملحمة إدانة لكل صهيوني ومن معه مهما كانت مستوياته كبيرة تظل بتلك التبعيَّة متدنية .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

الأحد، 22 مايو 2022

دم شرين وحكام الفلسطينيين

 

دم شرين وحكام الفلسطينيين

سبتة : مصطفى منيغ

رصاصة واحدة كانت كافية لإسكات صوت فلسطين، انطلقت من فوهة بندقية غير عادية مشحونة بالحقد الدفين، خلفها صهيوني مُزوَّد بالأمر اليقين، أن يجعل حداً لشوكة إعلامية مغروسة منذ سنوات في صدور رواد المجرمين ، قواد الاحتلال غير المُبَرَر لأراضي شعب له زمن قادم بعد ذهاب مَنْ تَخَاذَلَ عن عَمَالَةٍ تُساير المغتصبين.

طلقة واحدة مدبَّرة عن دقة تخطيط وتَوَحُّد إصرار لتحدي شعب مسحوقة إرادة قيادته لسبب مكرَّر خبثه منذ سنين ، أصابت عمود فقر التوعية الروحية الموجَّهة كانت لنصرة المظلومين ، لتظل شعلة المقاومة الحقَّة يخيف شعاعها غطرسة المستبدِّين ، لتؤكد أن كلمة حق مردّدة على لسان المُغتالة "شرين أبوعقلة" أكبر وقعاً مِن جبروت الإسرائيليين.

تصويب لم يُهدر عبثاً بل تَعيَّن عليه أن يصيبَ المغدور بها شيرين ، فكان المنفّذ مختاراُ إذ المهمة لن تتكرَّر مرتين،معروف رقمه ودرجته العسكرية وكرهه الحق الفلسطيني بميزة المتعصّبين.

... ستُطمَس القضية بعد حين ، سيتفرق مَنْ ناشد العدالة حتى الدولية على وقع تجاهل مبرمج بما سيوضع بين قوسين ، لا تُدرك فحواه سوى مراكز مخابرات عالَمَين ، مُتقدم مصلحته فوق كل اعتبار وآخر منحاز للأقوى مهما كانت قناعاته حسب ظروف حلفائه المعنيين .

... ألم يكن "خاشوقجي" أمريكي الجنسية مثل شرين فماذا وقع في القضيتين؟؟؟، لاشيء غير ذكرى سيمحوها الزمن مِن قاموس مؤلفه يساوي سياسياً بين الأقوياء الحاكمين، والمغلوبين على أمرهم من المستضعَفين المنبطحين.

... دم  شرين أبوعقلة صبغ أعناق حكام فلسطين ، بلون مهما حاولوا مسحه بتلك المظاهر الفلكلورية والتصريحات النارية سيشملهم سجل الفاشلين ، بل أتباع مَن يدفع آخر كل شهر رواتبهم ليرددوا نفس الاسطوانة المشروخة غداً سنحقّق وحدة الفلسطينيين، فيصل الغد على اقتناص مَن يُقدَّم قرباناً لإشعال حماس يَتبدّد بوصول غدٍ آخر عساه يقنع مَنْ فهمهم محسوب على المتأخِّرين.

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي


البَهلولِية في الحقائق الأصلية

  البَهْلُولِيَة اليهودية البلجيكية طنجة : مصطفى منيغ ما نَسيتُها أبداً ولن أنساها قَط ، علّمتني كيف أفرح أكنتُ في "البْهَالِيلْ&q...